الجنس : عدد المساهمات : 777 تاريخ التسجيل : 05/07/2009 الدولة : مصر العمل/الترفيه : المدير العام المزاج : الحمد لله
موضوع: غزوة أحد جزء ثان الجمعة 07 أغسطس 2009, 8:23 pm
تابع غزوة أحد وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو المسلمين . فكان أول من عرفه تحت المغفر كعب بن مالك . فصاح بأعلى صوته يا معشر المسلمين هذا رسول الله فأشار إليه أن اسكت . فاجتمع إليه المسلمون . ونهضوا معه إلى الشعب الذي نزل فيه . فلما أسندوا إلى الجبل أدركه أبي بن خلف على فرس له كان يزعم بمكة أنه يقتل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما اقترب منه طعنه رسول الله " صلى الله عليه وسلم " في ترقوته فكر منهزما . فقال له المشركون ما بك من بأس . فقال والله لو كان ما بي بأهل ذي المحاز لماتوا أجمعين . فمات بسرف . وحانت الصلاة فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا . وشد حنظلة بن أبي عامر على أبي سفيان . فلما تمكن منه حمل عليه شداد بن الأسود فقتله وكان حنظلة جنبا . فإنه سمع الصيحة وهو على بطن امرأته - قام من فوره إلى الجهاد فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الملائكة تغسله وكان الأصيرم - عمرو بن ثابت بن وقش - يأبى الإسلام . وهو من بني عبد الأشهل . فلما كان يوم أحد : قذف الله الإسلام في قلبه للحسنى التي سبقت له . فأسلم وأخذ سيفه . فقاتل حتى أثبتته الجراح ولم يعلم أحد بأمره . فلما طاف بنو عبد الأشهل يلتمسون قتلاهم وجدوا الأصيرم - وبه رمق يسير - فقالوا : والله إن هذا الأصيرم . ثم سألوه ما الذي جاء بك ؟ أحدب على قومك ، أم رغبة في الإسلام ؟ فقال بل رغبة في الإسلام آمنت بالله وبرسوله وأسلمت . ومات من وقته . فذكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " هو من أهل الجنة " ولم يصل لله سجدة قط ولما انقضت الحرب أشرف أبو سفيان على الجبل ونادى : أفيكم محمد ؟ فلم يجيبوه . فقال أفيكم ابن أبي قحافة ؟ فلم يجيبوه . فقال أفيكم عمر بن الخطاب ؟ فلم يجيبوه . فقال أما هؤلاء فقد كفيتموهم . فلم يملك عمر نفسه أن قال يا عدو الله إن الذين ذكرتهم أحياء وقد أبقى الله لك معهم ما يسوءك . ثم قال اعل هبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا تجيبوه ؟ " قالوا : ما نقول ؟ قال " قولوا : الله أعلى وأجل " ثم قال لنا العزى ، ولا عزى لكم قال " ألا تجيبوه ؟ " قالوا : ما نقول ؟ قال " قولوا : الله مولانا . ولا مولى لكم " ثم قال يوم بيوم بدر . والحرب سجال فقال عمر لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار . وأنزل الله عليهم النعاس في بدر وفي أحد . والنعاس في الحرب من الله . وفي الصلاة ومجالس الذكر من الشيطان . وقاتلت الملائكة يوم أحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . ففي الصحيحين عن سعد قال رأيت رسول الله يوم أحد ومعه رجلان يقاتلان عليهما ثياب بيض . كأشد القتال وما رأيتهما قبل ولا بعد ومر رجل من المهاجرين برجل من الأنصار - وهو يتشحط في دمه - فقال يا فلان أشعرت أن محمدا قتل ؟ فقال الأنصاري : إن كان قد قتل فقد بلغ فقاتلوا عن دينكم وكان يوم أحد يوم بلاء وتمحيص اختبر الله عز وجل به المؤمنين . وأظهر به المنافقين . وأكرم فيه من أراد كرامته بالشهادة . فكان مما نزل من القرآن في يوم أحد : إحدى وستون آية من آل عمران . ولما انصرفت قريش تلاوموا فيما بينهم . وقالوا : لم تصنعوا شيئا ، أصبتم شوكتهم ثم تركتموهم وقد بقي منهم رءوس يجمعون لكم . فارجعوا حتى نستأصل بقيتهم . فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم . فنادى في الناس بالمسير إليهم وقال " لا يخرج معنا إلا من شهد القتال " فقال له ابن أبي : أركب معك ؟ قال لا . فاستجاب له المسلمون - على ما بهم من القرح الشديد - وقالوا : سمعا وطاعة . وقال جابر يا رسول الله إني أحب أن لا تشهد مشهدا إلا كنت معك . وإنما خلفني أبي على بناته فأذن لي أسير معك . فأذن له . فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه حتى بلغوا [url=http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%cd%e3%d1%c7%c1% %c7%e1%c3%d3%cf]حمراء الأسد [/url]، فبلغ ذلك أبا سفيان ومن معه فرجعوا إلى مكة . وشرط أبو سفيان لبعض المشركين شرطا على أنه إذا مر بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أن يخوفهم ويذكر لهم أن قريشا أجمعوا للكرة عليكم ليستأصلوا بقيتكم . . ثم دخلت السنة الرابعة . فكانت فيها وقعة خبيب وأصحابه في صفر .